"ادعاء كاذب".. إيران تعلق على أنباء وقف التخصيب المؤقت لليورانيوم
جعجع لباسيل: 22 أكتر من 11!
كمن يهرب من قدَره يرفض رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل الاستسلام. يُصارع الواقع ونتائج سياساته السابقة، يُدافع بما أوتيَ من دعمٍ عن بلديّة من هنا وأُخرى من هناك. في المحصّلة يمكن استنتاج أمرين لا ثالث لهما وهما لا يحملان التأويل: أولاً لم يفز "التيار الوطني الحرّ" في أي بلدية كبيرة لم تكن مع "التيار" في السابق. ثانياً لم تخسر "القوات اللبنانية" أي بلدية كبيرة كانت معها في السابق وربحت في أكثر من بلدية كانت مع "التيار".
إذاً التيار سعى إلى الحدّ من خسارته واتّكأ في سعيِه على حلفاء ومتموّلين. وإذا كان باسيل تفادى معركة في عقر داره في البترون وتقاسم بلديتها مع "القوات" ومجد حرب والعائلات فإنه حتماً سيخسر اتّحاد بلدياتها ولن يشفع له تحويله البترون إلى مدينة سياحية نموذجية.
نقول هذا لنوضح حقيقة ما يجري في الشارع المسيحي ولننصح كثيرين أضاعوا بوصلة الطريق. في الشارع المسيحي لا مستقبل لمن يقف في منتصف الطريق، ولا مستقبل لمن يهادنُ مع "حزب الله" وسلاحه، ولا مستقبل لمن يرفض مشروع السلام العالميّ. أنظروا إلى الجامعات اليوم كيف تكتسحها الأرزة القواتية، أنظروا إلى الانتخابات البلدية على مستوى لبنان وباركوا للقواتيين بالحصول على ثقة الأكثرية المسيحية. في الشارع المسيحي يعيش باسيل هاجس رئيس حزب "القوات" الدكتور سمير جعجع، يخاف من أن يتحوّل التيار العونيّ بفضل القوات "حزب كتلة وطنية" ومن هنا يعود إلى دعم "حزب الله" وإلى المباركة بعيد "المقاومة والتحرير" ويعود إلى جزين مع أبواق قومية ليرحّب بـ "حزب الله" في أرجاء المدينة.
هذه المدينة التي خاضت معركة انتخابية بمواجهة قطبين متحالفين مع "التيار" ولم يكن للتيار العوني دور في فوز لائحة الريّس دايفيد الحلو. فالنائبان السابقان أمل أبو زيد وابراهيم عازار واجها "القوات اللبنانية" واستطاعا تحقيق فوز بفارق 600 صوت تقريباً مع تراجع واضح لأرقام "التيار" وتقدّم أوضح لأرقام "القوات". وفي جزين "التيار" اليوم يعني أمل أبو زيد ولحظة ينكفئ أبو زيد عن محاولة ترميم "التيار" في جزين يسقط "التيار" حتى في المكنونية مسقط رأس الرئيس ميشال عون. هذه حال الأرقام التي تدحض قول باسيل في محاولة التصويب على النائب السابق زياد أسود بأن من يخرج من "التيار" يصبح صفراً. هنا يمكننا عكس القاعدة لنقول: إذا خرج أبو زيد من "التيار" في جزين يصبح التيار صفراً.
المعركة إذاً بين حزب ثابت نَفَسُه طويل في العمل السياسي يحصد شعبية شبابية كبيرة ويملك قيادة قادرة على تطويره في مواجهة تيار يخسر كل عام أو مع كل استحقاق بعض داعميه المتمسكين أصلاً بشعارات رئيس التيار الفخري ميشال عون لكنّهم لا ينتمون إلى قضية وجودية تشبه قضية "القوات اللبنانية".
وإذا أردنا توصيف أزمة التيار العونيّ وحرجه أمام جمهوره وناسه يكفي بأن نشاهد جنون احتفال مسؤوليه لحظة فوز رئيسة بلدية بتغرين ميرنا المرّ برئاسة اتحاد بلديات المتن حتى ظننا بأن العونيين ربحوا كتلة نيابية تفوق الـ 40 نائباً أو أن باسيل انتُخب رئيساً للجمهورية، وإذا دققنا أكثر نرى أن العونيين شاركوا بأقل من 5 بلديات من أصل 22 ربحتها ميرنا في المتن الشمالي. ويكفي أن نسأل عن سبب إشعال سماء جزين بـ 100 ألف دولار مفرقعات نارية ليلة السبت بعد انتصار إبراهيم عازار وأمل أبو زيد بالانتخابات البلدية، وعازار كان في الأمس القريب بنظر العونيين وباءً سياسياً ومن يتحالف معه يستحقّ الرّجم .
هذه عيّنة من حرج العونيين وحاجتهم إلى أي انتصار ولو كان في لجنة بناية البياضة لأنّ الأزمة السياسية التي رموا أنفسهم فيها لا يمكن حلّها إلا بعد دفع ثمن سياسيّ كبير لا يقدر عليه باسيل. أما ما لم يحسب حسابه "التيار" بعد فهو الانتخابات النيابية المقبلة حيث تُحدّد الأحجام الطبيعية وحيث سيقف سمير جعجع ليقول: 22 أكتر من 11 وغداً لناظره قريب.
رامي نعيم -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|